كثيرة هي مؤشرات نهاية عصر الحفلات الفنية في لبنان، بعد كل الازمات العالقة التي إصطدمت بها سفينة البلد، وكان آخرها أزمة المصارف والمودعين وتفشي فيروس كورونا وإفلاس المؤسسات التجارية، وشل قطاع المطاعم والمقاهي والفنادق بشكل شبه كامل، وكان السؤال الابرز في هذه المرحلة أو ما بعدها، كيف سيتمكن المواطن اللبناني من انعاش مجال السهرات الفنية، وهو يلملم جراحه الصحية والمالية وديونه التي بدأت ولم تنتهِ؟ وكيف سيوافق الفنانون على الغناء في الحفلات وفق أجور معقولة، ربما لا تكفي أجرة فرقتهم الموسيقية في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار الجنوني؟ وربما ستبقى الملاهي الليلية الأوفر حظاً بإستمرارها بالعمل، إذا عاد جزء من القطاع السياحي الى العمل في حال تراجع وباء كورونا، وجاءت الحلول السياسية لإعطاء لبنان الاوكسيجين، وإستمرارية النايت كلوب ربما تكون مرتبطة بكلفة السهر فيه، غير المبالغ فيها، بعكس السهرات التي تصل تسعيرة تذاكر بعضها إلى ٥٠٠ دولار أميركي لأن من يغني فيها نجم من الصف الأول.
فيروس كورونا ليس السبب الوحيد لموت عالم السهر في لبنان، بل هناك أيضاً إنهيار القيمة الشرائية لليرة اللبنانية، لأن أي مائدة طعام في سهرة مع زجاجة كحول، تكلف متعهد الحفلات أموالاً كثيرة، فكيف سيتمكن من تقديمها إلى زبائنه بأسعار معقولة؟ المعلومات تفيد أن الانتعاش بعالم السهرات بعد تراجع فيروس كورونا، سيكون في بعض الدول العربية المجاورة، وأن معظم الفنانين اللبنانيين سوف يعملون في الخارج بشكل مضاعف لتغطية مصاريفهم في لبنان.
في الخلاصة، عالم السهر في لبنان، كما معظم القطاعات، أصبح في غرفة الانعاش والبعض يؤكد أنه يعاني من حالة الموت السريري.